قبة الصخرة التي فُتن بها كثير من المسلمين
- كما انه ليس المبنى الثماني الشكل ذو القبة الذهبية المسمى بقبة الصخرة
قبة الصخرة هي المبنى المثمن الذي تعلوه قبة ذهبية ، وتقع في موضع القلب من المسجد الأقصى المبارك تقريبا ، وهي أقدم وأعظم أثر معماري إسلامي ، والمعلم المميز لمدينة القدس حتى اليوم .
أقامها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بين عامي 66-86 هـ / 685-705م ، لإظهار عظمة الخلافة الإسلامية ، وذلك فوق الصخرة المشرفة التي كانت قبلة أنبياء بني إسرائيل ، والتي يرجح أن تكون الموضع الذي عرج منه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء .
وتمثل الصخرة أعلى بقعة في المسجد الأقصى ، وهي عبارة عن شكل غير منتظم ، ويوجد أسفل جزء منها مغارة فوقها ثقب ، لكنها غير معلقة ، ولا يصح فيها كثير من المرويات ، كما يحذر من تعظيمها ، حيث لم يرد بذلك شرع ، فلا يجوز تقبيلها أو التمسح أو التبرك بها .
يقول الشيخ الألباني :
" هذه الصورة الآن ضللت العالم الإسلامي ، وجعلت الصخرة صخرة مقدسة ، وهي صخرة من الصخور لا قيمة لها ، سواء كانت هناك أو في بريطانيا ! لا قيمة لها اطلاقا ، فحينما تصور المسؤلون عنها مباشرة هم الملوك الذين ينفقون الأموال الطائلة في سبيل زخرفتها وتزيينها ، وفي ذلك تضليل للشعوب الإسلامية ، فصارت هذه الصخرة صخرة مقدسة ... فأما هذه الصخرة فمضلة ومضللة ، ومن جملة تأييدها نصبها ووضعها في صدور المجالس ، ونحن معشر السلفيين صاننا الله عز وجل من أن نقدس حجارة لا قيمة لها إسلامية ". أهـ
" سلسلة الهدى والنور " ( شريط 541 – دقيقة 48 )
تقارب مساحة قبة الصخرة ثلاثة دونمات ( الدونم = ألف متر مربع )، وهي مخصصة حاليا لصلاة النساء في المسجد الأقصى المبارك .
أثناء الاحتلال الصليبي للقدس ، جرى تحويل هذا المكان إلى كنيسة ، كما أنشئ مذبح فوق الصخرة ، ورفع الصليب فوق القبة إلى أن تحررت القدس على يد صلاح الدين الايوبي عام 583 هـ- 1187م.
بل كلاهما جزء منه .. جزء من كامل مساحة الأقصى المحاطة بالسور ، والتي ما تغيّرت منذ عهد آدم عليه السلام - أول من بنى الأقصى على أرجح الأقوال ( دون أن يكون قبله كنيس ولا هيكل ولا معبد ). ثم تتابعت بعده عمليات الترميم وإعادة البناء ..
فقد عمره نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام حوالي العام 2000 قبل الميلاد ، وعمره أبناؤه إسحاق ويعقوب عليهم السلام من بعده ، كما جدد سيدنا سليمان عليه السلام بناءه ، حوالي العام 1000 قبل الميلاد .
وفي العهد الإسلامي ، باشر الأمويون بناء الأقصى بشكله الحالي ، فبنوا قبة الصخرة ، والجامع القبلي ، واستغرق هذا كله قرابة 30 عاما من 66 هـ/ 685 م - 96 هـ/715 م .
ثم توالت عمليات التعمير والترميم على يد العباسيين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين .
أبواب الأقصى
وللأقصى عشرة أبواب مفتوحة هي: باب الأسباط ، وباب حطة ، وباب شرف الأنبياء (فيصل) ، وباب الغوانمة (الخليل) ، وباب الناظر ، وباب الحديد ، وباب القطانين ، وباب المتوضأ (المطهرة) ، وباب السلسلة ، وباب المغاربة ، كما أن له خمسة أبواب مغلقة .
أين يفضل الصلاة فيه ؟
قال شيخ الإسلام :
"وقد صار بعض الناس يسمي الأقصى المصلى الذي بناه عمر بن الخطاب في مقدمته والصلاة في هذا المصلى الذي بناه عمر للمسلمين أفضل من الصلاة في سائر المسجد ، فإن عمر بن الخطاب لما فتح بيت المقدس وكان على الصخرة زبالة عظيمة لأن النصارى كانوا يقصدون إهانتها مقابلة لليهود الذين يصلون إليها ، فأمر عمر بإزالة النجاسة عنها ، وقال لكعب : أين ترى أن نبني مصلى للمسلمين ؟ فقال : خلف الصخرة ، فقال : يا بن اليهودية ! خالطتك اليهودية ، بل أبنيه أمامها فإنّ لنا صدور المساجد .
ولهذا كان أئمة الأمة إذا دخلوا المسجد قصدوا الصلاة في المصلى الذي بناه عمر ، وأما الصخرة فلم يصل عندها عمر ولا الصحابة ولا كان على عهد الخلفاء الراشدين عليها قبة ، بل كانت مكشوفة في خلافة عمر وعثمان وعلي ومعاوية ". اهـ
مجموعة الرسائل الكبرى (2/57-5
تحياتي :ولد صفوى.